الحياة من دون الأخلاق مريييييييييعة

مقولة كان يرددها جدي دائما... إن لم تستحي فافعل ما شئت


لم افقهها عندما كنت صغيرة .... اليوم اصبحت افقهها تماما ... الحياء الذي كان يقصده لم يكن الا الأخلاق

*******


بداية نحاول ان نعرف المعنى الحرفي للأخلاق


هي منظومة سلوك يكتبسها الانسان من محيطه الذي ينتمي اليه اليه سواء بالولادة و المعيشة و الاحتكاك بمن حوله
ويمكن ايضا تعريفها على انها مجموعه من القيم والمبادئ التي يكونها الفرد من خلال تجاربه الحياتيه


وتبقى في ذاته بحيث تصبح خلفية واساس له في التعامل مع محيطه من افراد وجماعات .... لتصبح فيما بعد مرجعية وسند يستند اليه في تعاملاته مع حالات وافراد الحياة


وكان ولا يزال الدين هو الاصل في تكوين قناعات باتباع اخلاق معينه والنفور من اخرى ... ومن هذه النقطة يبدأ الجذر الاخلاقي ....التي ربما انا اخالفه تماما ... لان هناك الكثير ممن لم يلتزم الدين لكن يتبع في حياته مسيرة اخلاقيه معتدلة بل وربما يصل الى القمة بها ... لست هنا بصدد مناقشه الاسباب لانها تخص الانسان وليس مبادئ الدين نفسها


فمعظم ملحدي العالم هم من المنظرين وواضعي اسس وقواعد الاخلاق الانسانية


ولا نستطيع ان نحصر الاخلاق بصفاتها الحسنة دون السيئه ... الاخلاق ممكن ان تكون سيئه بدرجات حسب اكتساب وقبول عقل وذات الانسان لها وحسب مقدار ما يتشربه هذا الانسان من بيئته وتظهر السيئه جلية للعيان حيت تغيب الحسنه.... وتضعف وتضمحل وتتراجع حين تقوى الجيدة والراقية والمتحضرة


في مجتمعاتنا الشرقيه .... منظومة الاخلاق مباحه بسيئها ... الناس تتصرف وتتعامل على ضوء هذا الاكتساب ... بينما في المجتمعات المتحضرة .... هناك قوانين تحكم هذه الاخلاق ....تنظم هذه القوانين المسوؤلية الاخلاقيه في المجتمع ولها تشريعات ومحاذير يلتزم بها الجميع بلا استثناء .... فلا يستطيع شخص ان يطعن بمسيرة وسلوك الآخرين دون محاسبة قانونية ....


ربط الاخلاق بالسياسة


بما ان الفرد يكتسب منظومة اخلاقه من بيئته ومحيطه .... فستكون عنده المسؤوليه الاخلاقيه متذبذبة غير ثابته وعشوائيه وتعتمد اعتماد كبير على شخصية صاحب القرار السياسي ...لان شرط توفر قوانين تحكم هذه المسؤولية غير موجود كما اسلفت في المجتمع الشرقي ... وان قيادة الموقع السياسي الذي يتبؤاه ... للاسف ستعتمد اعتماد مباشر على ما يحمله من منظومة اخلاقه العبثيه التي هي بلا قواعد او ثوابت


وهنا تكمن الطامة الكبرى في ضوء غياب القانون الذي يحد من انجراف الشخص السياسي وراء مصالح شخصية تفرضها خلفيته فيصبح اتخاذه قرارات خاطئة او مجحفة او انتقامية او ادارة سيئه كالفساد والظلم واردة بل هي صفة من صفاته


وهذا ما نراه اليوم والذي يجري في بلداننا العربية والاسلامية


الحالة باكملها عبارة عن اخلاق مهدورة وعقول عشش فيها العنكبوت لانها غير مفعلة بتاتا